تحليل خاص | كيف فرطت السعودية بالتأهل في مونديال قطر؟

العامل الآخر هو الاستغلال الذي يحصل دائمًا في المنتخبات العربيَّة باستغلال حدث وإنجاز رياضي لإبراز أمور أُخرى دون الدُّخول في التَّفاصيل، الأمر الذي يُدخل المنتخب بحالة من الضَّغط والإرهاق الذِّهني وبالتّالي

تحليل خاص | كيف فرطت السعودية بالتأهل في مونديال قطر؟

(Gettyimages)

بدأ المنتخب المكسيكي اللِّقاء بخطَّة 4-3-3؛ جيريرو اوتشوا في حراسة المرمى؛ إيدواردو سانشيز، سيزار مونتيس، مورينو وخيسوس غالاردو في خطّ الدِّفاع؛ في الوسط تواجد كلّ من ادسون الفاريز، اوريبيلين بينيدا ولويس تشافيز وفي المقدِّمة تواجد كلّ من هيرفينغ لوزانو وأليكسيس فيغا وهنري مارتن.

بدأ المنتخب السُّعودي المباراة بخطَّة 4-3-3؛ محمَّد العويس في حراسة المرمى؛ سلطان الغنّام، عبد الإله العمري، حسان تمبكتي وعلي البليهي في خطّ الدِّفاع؛ في الوسط لعب كلّ من علي الحسن، سعود عبد الحميد، ومحمَّد كنّو وفي الهجوم تواجد كلّ من فراس البريكان، صالح الشَّهري وسالم الدّوسري.

تحليل المباراة

مباراة المنتخب السُّعودي كانت حاسمة، بعد مباراتين كان المنتخب السُّعودي هو الطَّرف الأفضل فيهما.

بداية الانحدار بالنِّسبة للمنتخب السُّعودي بدأت بعد الفوز على المنتخب الأرجنتيني، ممكن الأسباب الفنِّيَّة تجعلنا نتساءل كيف فرَّط المنتخب السُّعودي بمباراة المنتخب البولندي، لكن اليوم وبعد النَّظر إلى الصّورة مكتملة، أصبحنا نرى أمور أكبر من فوز على المنتخب البولندي أو حتّى الحصول على نقطة من هذه المواجهة.

مباراة الأرجنتين والمفاجأة والزِّلزال بالفوز على منتخب مرشَّح للفوز بالبطولة، وضع المنتخب السُّعودي تحت الضَّغط، ومن هنا بدأ الانهيار؛ ضغوط كبيرة جدًا في الإعلام السُّعودي والعربي، متناسين أنَّ مرحلة المجموعات عبارة عن ثلاث مباريات وليست مباراة واحدة، لدرجة أنَّ هناك أقلام صارت تكتب بعد الفوز أمام الأرجنتين بأنَّ المنتخب السُّعودي سيتأهَّل وسيصل للنِّهائي، فبالتّالي، أدّى ذلك الخروج عن الطَّريق الذي وضعه رينار للمنتخب السُّعودي لمرحلة المجموعات والاستمرار في البطولة.

العامل الآخر هو الاستغلال الذي يحصل دائمًا في المنتخبات العربيَّة باستغلال حدث وإنجاز رياضي لإبراز أمور أُخرى دون الدُّخول في التَّفاصيل، الأمر الذي يُدخل المنتخب بحالة من الضَّغط والإرهاق الذِّهني وبالتّالي التَّراجع. هذا من الجانب الذِّهني والنَّفسي.

من الجانب التَّكتيكي؛ نبدأ من مباراة السُّعوديَّة أمام بولندا؛ في هذه المباراة قدَّم المنتخب السعودي مباراة كبيرة، لكن خانه الحظ في هذه المباراة التي استنزفت المنتخب السُّعودي بدنيًّا وذهنيًّا، إصابات بالجملة، رغم كل ذلك يخسر المنتخب السُّعودي بعد مباراة كبيرة قدَّمها، الأمر الذي أدخل لاعبي المنتخب السُّعودي إلى حالةٍ من الإحباط، الانهيار الذِّهني وانعدام الثِّقة بالنَّفس، ليأتي الدَّور على المباراة أمام المنتخب المكسيكي، ليبدأ المباراة دون أن يكون لديه ظهير أيسر حقيقي، وما زاد الطّين بلَّة هو توظيف الظَّهير عبد الحميد في وسط الميدان، الأمر الذي أدخل المنتخب السُّعودي إلى حالةٍ من الفوضى على أرضيَّة الميدان.

في المقابل، فإنَّ تاتا مارتينو درس المنتخب السُّعودي جيِّدًا قبل المباراة، وعرف الثَّغرات التي عليه أن يلعب عليها، فقام مارتينو بتوسعة عرض الملعب قدر المستطاع بلوزانو وفيغا، الأمر الذي خلق للمنتخب المكسيكي المساحات والثَّغرات على الأطراف، فاستغلَّ الأجنحة السَّريعة التي لديه وخلق الفرص الكثيرة على المرمى السُّعودي وبالتّالي تسجيل الأهداف.

المنتخب المكسيكي أكثر استحواذ ولعب على أرض الملعب، فريق منظَّم، زيادة عددية في الهجوم، تنويع في عملية الهجوم، يترك ثلاثي في الخلف اثناء الهجوم

في المقابل المنتخب السُّعودي لم يتناقل الكرة بشكل جيِّد في منطقة المنتخب المكسيكي، مجاراة السرعة المكسيكية بالتسرُّع السُّعودي وهذا ما أراده المنتخب المكسيكي.

التعليقات